http://www.ksa4up.net/?action=download&hash=494 5478cd7876061c
يا زائر القبر قف بالقبر معتبراً واسأله عن حاله إن كنت مختبرا
وقل له كيف حال ابني يتيم أبٍ جرى له حديثـــــه وكيف جرى
وعنه يا قبر أخبرني بقصــــته لأن عندك من أخـــباره خــــــبرا
وألسن الحال بالأحول تخبرني حتــى كأني بتحــقيق العين أرى
كأن عيني ترى يا قبر حين أتوا به, دمعٌ من العينـين عليه جرى
وكلهم في جهاز القبر مجـــتهدٌ أحبهم فيه من يُجري علــيه ثرى
أحبهم فيه من بالدفــــــن يُكرمه ومن يساوي عليه الطين والحجرا
وعندما فرغوا من دفن ميتهم وصار تحت الثرى في الرمس مغتدراً
ردوا عليه تراب القبر وانصرفوا للدار واقتسموا ما كان مدخرا
وكيف يا قبر صارت فيك حالته لما مشوا عنه ,ثم خلفــوه ورا
وبات في بيت وحيشٍِ ليس يألفه وليلة مثلها في الدهر ليس يرى
و أصبح الدود يدبي في رقائقه وفي التمازيق من أحشائه همرا
وكيف يا قبر صارت فيك حالته من بعد ثالـــث يومٍ بعدما قُــبرا
وكل دبّةٍ دبتٍ إليــــــــــه وفي عينيه قد غرق الخنفوس واحتفرا
ولحم خديه عن خديه زال ومن نهش النواهش عظم الوجه قد ظهرَ
وصار عظماً بلا لحمٍ ولا شعرٍ لم يُبقِِِِِ منه البِلى سمعاً ولا بصرا
قد ذل من كانت الخدام تخدمــه وانهــار حتى عليه الدود قد جسرا
من بعضها البعض قد زالت مفاصله فلو ترى عظمه في القبر متنتشرا
وكل أجزائه في رمسه دُرست وجسم أوصاله في رمسه دُثرا
وصار من جنس أهل القبور مختلطاً كأنه لم يكن في الناس مشتهرا
وملَّه كل من كان زائـــــــــره وكل من كان من خلانه نكرا
و داره حازها زوجٌ لزوجـــتهِ و منهما قد خلا بالقبر قد عمرا
ومالَهُ صار للوُراث مقتــسماً وفي المقابر أمـسى أفقر الفقرا
وبيع بالبخس ما قد كان يخزنه من المتاجــر للأسواق منتظرا
كم بات في حرص جمع المال حائزهُ وكم عليه إنحشت أحشاءه جمرا
هذا له المال يسعى وهو متكئٌ وقلبه براحــــةٍ ما اشتكى قدرا
وذاك للمال يسعى وهو في تعبٍ وللمقيم انقضت أيامه سفرا
فكـــــــل شيءٍ بأحكامٍ مقدرةٍ وعقلهُ قاصرٌ من عا نَدَ القــدرا
يشقى ويتعب في ما ليس يدركه حتى يموتَ ولم يبلغ له وطرا
غير المقدر لا تطمع بمكسبهِ ولا تكـــن لجميع الخلق منتظرا
وليس تُعجزُ مقدوراً تحاذرهُ ولو تطير من المقدور مُحتذرا
لا بد مما قضــاه الله من قدرٍ عليك أو لك نفعاً كان أو ضرراً
عوِّل على الله في كل ِ الأمور وكن لله متقياً واعمـــل بما أمرا
وعُدَ نفسك من أهل القـــــبور وكن مثل الغريب وفي آمالك اقتصرا
قد كان مثلك من في الرمس تذكره ومثله عن قريب في التــــراب تُرى
فلا تغرنك الدنيا وزينــــــــــتها ولا تُرِدها وكن للمـــــــــوت مفتكرا
لا تنس موتك واذكر هول مصرعه كأني بك غداً والمــــــــوت قد حضرا
وشدة الموت قد جاءت وسكرته كمثـــــــله قط لم يُسكر ولاسُكِرا
وجاء للموت في أعوانه ملكٌ قبَّاض أرواحٍ فعَّـــــــــــال ما أُمرا
إذا أتى أجل الإنسان حلَّ بـــــهِ ولا يبالى بعمرٍ طال أو قصـــــــرا
يسقي الخلائق كأساً وهو شاربها بعد الخلائق حقٌ ليس فيه مِرى
لا بد منها وكل الخلق ذائـــقه وكان ذلك في المسطور مستطرا
مثل المصابيح تحت الريح أنفسنا والريح يطفئُ ضيا المصباح مبتدرا
ما أقرب الموت والإنسان في أملٍ يجني ومنه الليالي تهدم العمُرا
يا ويح من كانت الدنيا إرادته وبالبصيرة في عقباه ما نظرا
حتى أتته المنايا وهو منهمكٌ في عمره ساعةً في الموت ما افتكرا
قد ضيَّع العمر فيما ليس ينفعه والعمرَ في شهوات النفس قد خَسرا
يا لاهياً ساهياً والموت يطلبهُ والشيب في رأسه قد لاح وانتشرا
بادر بتوبة ٍ من قبل الممات وقف بالباب للعفو مُحتاجاً ومُفتقرا
لا ترتفع واتضع و اعلم بأنك من جنس التراب وكن للنفس محتقرا
إن التكبُرَ للإنسان مهلـكـــــــــةٌ ومن تكبر بالمطلوب ما ظفــِرا
والعلم فاطلبه واعلم أن طالبه في سعيه من رجال سعيهم شُكرا
وارحل لأقصى الأرض في تطلبه حرصاً على أخذه عمن (قرى ودرا )
واقصد به وجه رب الناس كلهم واعمل به مخلصاً لله مصطبرا
ولا تكن عالماً علماً بلا عملٍ كغرسٍ أنواره لم تنعقد ثمرا
والصبرَ أحسن شيءٍ أنت لابسه عند الشدائد فاصبر مثل من صبرا
وقل لقلبك مهما ضاق من حرجٍ يا قلب كم كسيرٍ كسرهُ جبرا
ولا تكن عند ضيق الحال منزعجاً فقد يفرج الله أمراً بعدما عسرا
والشكر قيد به النعماء فهو لها قيدٌ ومنه يزيد الله من شكرا
وك وكن قنوعاً فأغنى الناس أقنعهم وأفقر الناس من عن دينه افتقرا
http://www.x88x.com/2008/DAC28617.jpgغريب في الحياة
منقول